عبادات روحية مبسطة
عبادات روحية العباده غاية ام وسيلة
محتوى الموضوع
عبادات روحية
جوهر الإيمان هو تصديق بالباطن وسلوك بالحال إنها تعني ذلك التواصل الوجداني والتدخل القوي مع الحقيقة الدينية والذي يظهرُ في الوعي الديني الإيماني للمؤمن حيث أن أي عبادات روحيةلا نقصد بها الجانب الروحي في شخصية الانسان المسلم كثرة الصلاة والصيام والتعبد لكن نقصد بالجانب الروحي حسن التعامل مع الناس والاخلاق الحسنة وما شاكل ذلك، ومن خلال المقال التالي نتعرف على كل ما يخص العبادات الروحية.
العبادة الروحية
تطلق كلمة العبادة على تلك الحالة التي يتوجّه فيها الإنسان باطنياً نحو الحقيقة التي تمثّل في واقع الحال سير الإنسان من الخلق نحو الخالق فإنّها بحدّ ذاتها من حاجات الإنسان الروحية وعدم الإتيان بها ينجم عنها حصول خلل في اتّزانه.
بناء على هذه الآية (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) نرى أن الله سبحانه وتعالى يحفز النفوس لاستعداد لما أعد الله لهم في الآخرة، ف هل العبادة غاية ام وسيلة لدخول الجنة والنيل من مرضاة الله ولا تخفى أن الغاية من خلق الإنس والجن هو القيام بعبادة الله تعالى – كما هو نص الآية الكريمة: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الذاريات 56، فالذي عليه الأمة المسلمة أن الله خلقهم لعبادته وهو فعل ما أمروا به.
ربما تفيدك قراءة: أي انواع العبادات أفضل؟ رأي حكيم من ابن القيم
ماهو أصل العبادة وروحها
العبادة هي كلمة عربية مشتقة من عبد وتعني الخضوع ويصور أن الله هو سيدك وأنت عبده وكل ما يفعله العبد في طاعة وسعادة سيده هو عبادة، إن المفهوم الإسلامي للعبادة واسع جداً. حيث العبادات إذا لم تعطِ آثارها في أعمال الإنسان الظاهرة فهي عبادة مدخولة أو جسم بلا روح وروح العبادة تعني إذا حررت كلامك من القذارة والباطل والخبث والإساءة وقولت الحقيقة وتحدثت بأشياء جيدة وفعلت كل هذا فقط لأن الله قد أمر بذلك، فإنها تشكل العبادة، مهما كانت علمانية قد تبدو في مظهر.
إذا كنت تطيع شريعة الله نصًا وروحًا في شؤونك التجارية والإقتصادية وتلتزم بها في تعاملاتك مع والديك وأقاربك وأصدقائك وجميع الذين يتواصلون معك فإن جميع هذه الأنشطة الخاصة بك هي عبادة و إذا ساعدت الفقراء والمعوزين فقدموا الطعام للجياع وخدموا المرضى والمصابين وفعلت كل هذا ليس من أجل مكاسب شخصية لك ولكن فقط من أجل إرضاء الله وباختصار فإن جميع أنشطتك وحياتك كلها هي عبادة إذا كانت تتوافق مع كلام الله وقلبك مليء برهبة وهدفك النهائي في القيام بكل هذه الأنشطة هو السعي إلى إرضاء الله.
الفتور في العبادة
الفتورهو مرض يتسم بالتسلل الخفي حينما يريد أن يدس داءه في قلب المسلم أو عقله كما أنه لا يأتي بغتة بل إن نَفَس الشيطانِ فيه طويل وكيده في الإصابة به متنوع حتى يقتنع صاحبه أنه فيه على حق وأنه كان على خطأ أو تطرف ربما بمعرفته له أو بمعاينته لآثاره عليه مع أن هذا الداء قد يتقمص في نفس المصاب به شخصية أخرى وهي الكآبة أحيانًا أو الحيرة أو الخوف أوالإنطواء أو نحو ذلك.
فالفتور إذًا مرض يصيب الأقوياء ويترصد لكل من يتطلع إلى الكمال في دينه يزداد الأمر خطورة ويعتبرهم من يقد بهم في هذا الأمر من العاملين المنتجين والمبدعين المتفوقين الذين تنهض عليهم الأمة وتنقاد لهم سفينتها.
كيفية علاج الفتور في العبادات
إذا كنا قد عرفنا جملة من أسباب الفتور في العبادة ووضعنا أيدينا على الداء فقد جاء دور الكلام على الدواء.
إن الدواء الناجح لداء الفتور هو بإيجاز قطع كل الأسباب التي من شأنها أن توقع المسلم في خنادق الفتور ومهاوي التقصير ليسلك بدلها وسائل الثبات وطرق الالتزام بالهداية فيعظم العبد ربه في قلبه ويطبع هذا التعظيم على أقواله وأفعاله واعتقاده ويتّبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم بلا زيادة أو نقصان ويضع الموت والنار والجنة نصب عينيه يرجو رحمة ربه ويخاف عذابه ومعظمًا في ذلك شعائر الله فإن ذلك من تقوى القلوب متعاهدًا لنفسه بالمحاسبة وبالرفقة الصالحة وبالوعظ والتذكير مبتعدًا عن طرق الهوى والفتنة بشتى وسائلها.
العبادة في الاسلام ودورها في دعم القيم الروحية
تعتبر القيم الروحية مهمة لأنها يمكن أن تثير الروح والإختيار وخصائصه الجسدية والمعنى المكاني والأهمية العاطفية ومستوى الأسبقية في أداء طقوس صلاة المسلمين في المسجد.
كما أنه لا تجد حلاوة العبادة إلى شخص له الرغبة للدعم الكافي من مساحة العبادة ويلعب المشاعر.
وإن مفهوم العبادة في الإسلام أعم وأشمل مما يعتقده كثير من المسلمين من مجرد الصلاة والزكاة والصيام والحج فقط ولكن العبادة التي خلقنا الله من أجلها هي تعظيم الله عز وجل والخضوع والتذلل له وإفراده بالطاعة المطلقة فإذا جاء أمره سبحانه يجب أن يسقط من حسابنا كل أمر عدا أمره عز وجل وبدأ الجميع يتسائل هل تقتصر العبادة على اركان الاسلام فقط وما الصلوات الخمس والأذكار إلا محطات للتذكير ولشحن الطاقة الروحية للإنسان كي يقدر على مواصلة المسير والله نصب عينيه واسمه الكريم في قلبه وفكره ووجدانه.
وما صوم رمضان هو شهر لأداء فرض من أركان الإسلام، أما الحج فهو اللحظة التي تغير حياة الإنسان وتنقية من كل الذنوب والمعاصي كيوم ولدته أمه.
كيف يكون الاتقان في العبادات
يعتبرُ الإسلامُ إتقان العملَ وسيلةً من وسائل المسلم للرزقِ الحلالِ بل إنّه عبادة خالصة فالدين الإسلامي يدعو المسلم إلى العمل والانطلاق وعدم الفتور والكسل فعلى المسلم أن يكون إنساناً إيجابيّاً ينطلق في هذه الدنيا نشيطاً طالباً الرزق من الله وما يُعدّه له من الخير الكثير وهذا الخير لا يأتيه إلا بالعمل المُتواصل وأن يستشعر المسلم مُراقبة الله تعالى في كل خطوة يخطوها في عمله وأن يُؤدّي العمل الذي بين يديه على أتمّ وجه وأحسن حال فالعمل في الدين الإسلاميّ عبادة وقد أخبر بذلك الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وذكره رسوله -عليه الصّلاة والسّلام- بكل أنواعه ومُختلف مجالاته المتاحة وهذه العبادة يُؤجر عليها المسلم من قوّة وعزيمة صادقة.
المُتقِن لعمله له حق سعادة العبادة لأنه يبتعد عن الرّياء والسمعة ويُحذّر من النّفاق ويُحاسب نفسه على كل عمل يُقدّمه أو يصدر عنه لأنّ المسلم إذا شعر بمراقبة الله سبحانه له أتقن عمله ويكون الله راضيا عنة وعلية أن يراقب عملة فإن كان منه خيرا فليقم به وإن كان غير ذلك فليبتعد عنه.
عبادة الله واجبة على كل مسلم ومسلمة لذا في نهاية المقال أنصحكم بتحري العبادات الروحية والالتزام بها.
https://www.youtube.com/watch?v=nODOPM643a0