عبادة روحية وجسدية في نفس الوقت
العبادة الروحية والجسدية
محتوى الموضوع
ماذا عن مفهوم ومعنى عبادة روحية ؟
العبادة هي أداء منتظم أو دائم لمجموعةٍ من الأفعال والنشاطات بهدف إنماء التطور الروحي، وتعد الذهاب للطريق الصحيح والمستقيم وبالتالي فإنَّ الممارسة الروحية تدفع بالفرد عبر الصراط تجاه الهدف المنشود حيث أن عبادة روحية هي جملة تطلق على تلك الحالة التي يتوجّه فيها الإنسان باطنياً نحو الحقيقة التي أبدعته وهي تمثّل في واقع الحال سير الإنسان من الخلق نحو الخالق فإنّها بحدّ ذاتها من حاجات الإنسان الروحية وعدم الاتيان بها ينجم عنها حصول خلل في اتّزانه.
العبادات الروحية
الروحانيةَ تشير إلى جوهر الإيمان بما هو تصديق بالباطن وسلوك بالحال إنها تعني في ما تعنيه و ذلك التواصل الوجداني والتدخل القوى مع الحقيقة الدينية والذي يظهرُ في الوعي الديني الإيماني للمؤمن وتعتبر العبادة غذاء الروح لأننا لا نقصد بها الجانب الروحي في شخصية الانسان المسلم كثرة الصلاة والصيام والتعبد نقصد بالجانب الروحي كذلك حسن التعامل مع الناس والأخلاق الحسنة مثل كالشجاعة، والعفة، والكرم، والحكمة، والإحسان، وإن كان للأخلاق صلة وثيقة بالجانب الروحي وإنما نقصد بالجانب الروحي في شخصية المسلم وروحه الطيبة والذي يعتبر جوهرها الصلة الداخلية للمؤمن باللّه تعالى وانسداده النفسي والعاطفي به تعالى من حيث الايمان والحب والإخلاص.
كيف نتقي الله في العبادات وغيرها من الاعمال ؟
هناك العديد من الأمور العملية التي يخشى العبد من خلالها ربه ويظهر خوفه عليه لأن التقوى هي محددة في ما أمر به الله ويحظر ما منعه وهذا جزء من طريقة التقوى، أي بعمل الخير، وتجنب الشرور والخطايا، ويأتي هذا لتوضيح نقاط التطبيق لكيفية الخوف من الله.
- ينبغي على المسلم أن يتعرف على حالته في العالم ويفكر في مصيره في الآخرة حتى يستشعر مصير كل منهم وظروفهم مما أدى به إلى النتيجة فعل ما يجعله من أهل الفلاح في الآخرة من أجل الحصول على نعيم السماء ومتاعها.
- السعي لفعل ما في طاعة الله للحصول على ما وعد به والابتعاد عن عقوبته حتى يكافئه الله مقابل طاعته لزيادة الإرشاد حتى يكون من أهل التقوى ونتيجة لذلك يساعده على فعل الخير والابتعاد عن أبواب الشر والمحرمات وتسهيل أبواب الخير.
- من أحب الأعمال الصالحة لله الصوم فإن الصوم عبادة روحية وجسدية للذين يريدون الوصول إلى تقوى الله يجب أن يزيدوا صيامهم وقد جعل الله عز وجل الصيام صفة تساعد على أداء الطاعة وتجنب المحظورات قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
- أن يلتزم المسلم بإرشادات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- قراءة الكثير من كتاب الله وقراءة القرآن ليلا ونهارا مثل كثير من ذكر الله سبحانه وتعالى.
- جعل أصحابه بين أهل الخير والبر والتقوى مما سيكون له تأثير على مساعدته لتقوى الله وتحفيزه ومنعه من فعل الشر.
- إعداد نفسه في جميع الأوقات للقاء الله سبحانه وتعالى لأن الموت قد يأتي في أي وقت مما يؤدي به إلى تقوى الله والطاعة دائما والمثابرة معه.
ربما تفيدك قراءة: انواع العبادات القلبية.. كيف حارب السلف الكبر في نفوسهم
ربما تفيدك قراءة: عبادات يحبها الله.. كيف ألتزم بالصلاة في أول الوقت؟
ما أثر الغلو في العبادة على استمرار العمل وسلامته ؟
أثرها سيئ لأن من شدد على نفسه بالعبادة يوشك أن ينقطع عنها ويتركها لثقلها على النفس وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من التزم القصد فهو بالغ بإذن الله إلى نهاية الطريق وواصل إلى سعادة أبدية.
كيف تبني علاقة مع الله ؟
علاقة العبد بالله تعالى ليست ثابتة، فالعبد يتقلب بين حالين القرب من الله عزّ وجلّ أو البعد عنه، والله -تعالى- يُقلّبه كيفما يشاء وعلى المسلم أن يطلب الهداية من الله -تعالى- بشكلٍ مستمرٍ ومتواصلٍ وأن يستحضر ضعفه بين يدي الله تعالى حيث إنّ الغرور من الأمور التي نهى الله -تعالى- عنها وحذّر من الوقوع فيها فلا يصحّ أن يعتقد المسلم إذا وفقه الله -تعالى- لعملٍ صالحٍ أنّه قد أخذ عهداً من الله بدخول الجنّة أو أنّه يقف على أبواب الجنّة، أو أنّه يُدخل من يشاء في رحمة الله ويُخرج من رحمته من يشاء فموضوع العلاقة مع الله -تعالى- أمرٌ خطيرٌ للغاية يجدر بالمسلم ألّا يستهين بأيّ خيرٍ يفعله غيره لأنّه قد يكون عند الله -تعالى- قربةً ومنجاةً له وتعتبر علاقة الإنسان بربه ونفسه من أهم عوامل العبادة الروحية ويتم ذلك بواسطة الكثير من الأشياء منها:
- الدعاء من طرق تقوية العلاقة بالله تعالى وتقوية الإيمان به سبحانه الدعاء وأوجه الدعاء كثيرةً ومتعددة منها: الاستعاذة بالله من الشّيطان الرّجيم حيث ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية وهذه تعتبر من أهم العوامل التي يحبها الله ورسوله.
- تجنب السيئين والخطأة والأشرار.
- تقليل وقت الفراغ والعزلة والتأكد من أن الوقت مشغول بطريقة تفيد المسلم في الدنيا والآخرة.
- الأمل والتفاؤل بأن الأيام الآتية أفضل وأحسن، وأنه تمجد في يده بكل شيء.
أثر العبودية في بناء شخصية المسلم وعلاقاته
- يتميز الإسلام بأنه دين لا يتميز بالخصوصية والبعد عن العلاقات العامة وأن عبادته مرتبطة بالحياة العامة ولا شك أن أماكن العبادة هي من المؤسسات التربوية المهمة التي تساهم في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال من خلال ما يفعلونه للطفل لتعلم مبادئ ديننا الإسلامي الحقيقي الذي يتعامل مع الآخرين ويغرس القيم الإسلامية في قلوب الأطفال.
لرجال الدين دور كبير يمكن أن يلعبوه في مجال التنشئة الاجتماعية للطفل ممثلة بمثال جيد ورأي ثاقبة لأن هؤلاء الرجال لديهم حكمة ونصيحة جيدة لما درسوه وفهموه حول مسائل الدين ثم من خلالهم يمكنهم توجيه الأطفال إلى ما يفيدهم وما يضرهم.
تلعب دور العبادة دوراً هاماً في تنشئة الفرد من حيث:
1- تعليم الفرد والجماعة التعاليم الدينية والمعايير السماوية التي تحكم السلوك بما يضمن سعادة الفرد والمجتمع.
2- تزويد الفرد بإطار سلوكي ورضي نابع من تعاليم دينه.
3- تنمية الضمير للفرد والمجموعة.
4- الدعوة لترجمة التعاليم الإلهية إلى سلوكيات عملية.
5- توحيد السلوك الاجتماعي وجمع الطبقات الاجتماعية المختلفة.
ربما تفيدك قراءة: أفضل أنواع العبادات في هذا الزمن
غالبًا ما يعتبر دور العبادة هذا الدور الديني وكان مختلطًا بتدريس المواد المختلفة كما تفعل المدارس العادية، لذلك فقد اتخذت من هذه المدارس الخاصة نفسها للقيام بهذه المهمة. يتولى رجال الدين مسؤولية التعليم وبالتالي أهمية أماكن العبادة في عملية التنشئة الاجتماعية.
ربما تفيدك قراءة: انواع العبادات الفكرية.. خطوات عملية لتطبيقها في حياتك
https://www.youtube.com/watch?v=nODOPM643a0&feature=emb_logo