نظرة معاصرة و تطبيقات عملية
نظرة معاصرة و تطبيقات عملية على العبادات في الاسلام
محتوى الموضوع
العبادات
العبادات في الإسلام طريق الفوز والفلاح والنجاح، وسبيل النجاة من عذاب الله؛ قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 – 11]. وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [فصلت: 30].
أحب العبادات لله
إن من أفضل الأعمال التي يحبها الله تعالى؛ هي أداء الصلاة في وقتها المفروض، وهي أول أمر يحاسب عليه الله عبده يوم الحساب، وتعد الصلاة عمود الإسلام وهي أهم ركن من أركان العبادة، وقد فرضها الله تعالى في ليلة المعراج، والصلاة من أم أمور الدين الإسلامي، ومن أهميتها عند الله؛ أنه جعل من أنكرها مرتدّاً كافراً.
ربما تفيدك قراءة … مجالات العبادات في الإسلام
أنواع العبادات في الإسلام
للعبادات والطاعات أنواع عديدة يتقرب فيها المسلم لله تعالى، وجميع العبادات لله تعالى وحده، مع إخلاص النيات في القول والفعل في كل الأحوال له عزّ وجلّ، وأنواع العبادات هي:
عبادات قلبية:
العبادات القلبية أعظم من عبادات الجوارح
كالخوف والرجاء، والخشوع، والإنابة، والحب، والتوكل على الله تعالى.
عبادات بدنية:
مثل الصلاة، والحج، والنحر، والنذر، والجهاد، وباقي العبادات التي فرضها الله ولا تصح إلا له سبحانه.
عبادات لسانية من أهم مجالات العبادات
كالشهادتين، وتلاوة القرآن، والدعاء، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والثناء، والنصيحة، والدعوة.
ربما تفيدك قراءة … أقسام العبادة كما يجب علي المؤمن أن يخشي عذاب ربه وطلب رحمته
فقه العبادات
يعد فقه العبادات من أهم فروع الفقه وأشهرها وأكثرها تناولا؛ ويهدف هذا الفرع إلى تأصيل العبادات وترسيخها، كما يهدف إلى ربط العبادة وأحكامها بالكتاب الكريم والسنة النبوية المطهرة. ويتناول فقه العبادات أحكام العبادات المكلف بها الإنسان بالتوضيح والتفصيل كما وردت عن النبي محمد وعن صحابته أجمعين.
فقه العبادات باب الطهارة
فيتناول في الطهارة القضايا الآتية: الطهارة بنوعيها الطهارة المعنوية والحسية، وأقسام المياه وأحكامها، والنجاسات وأنواعها وطرق التطهر منها، وقضاء الحاجة وما يستحب وما يكره عندها، وسنن الفطرة، والوضوء وحكمه وصفته وفضائله وشروطه وفروضه وسننه ونواقضه، والمسح على الخفين وعلى الجبيرة والعصابة واللصوق وكل ما يرتبط بذلك، وكذلك يتناول الغسل وصفته وموجباته، والتيمم وحكمه والحكمة منه وصفته وفروضه ومبطلاته، والحيض والاستحاضة والنفاس وكل ما يتعلق بهم من مسائل.
فقه العبادات الصلاة
ويبحث الفقه في تعريف الصلاة وما يتعلق بها من الأحكام، وصفتها وأحكامها وحكمها ومكانتها في الإسلام وفضلها وعلى من تجب وحكم تركها وشروط صحتها وأركانها وواجباتها وسننها وآدابها ومباحاتها ومكروهاتها ومبطلاتها، والأذان والإقامة وما يتعلق بهما من الحكم والحكمة منهما وفضلهما وسننهما، وجميع أقسام العبادة وسجود السهو وسجود الشكر وسجود التلاوة وما يتعلق بهم، وصلاة الجماعة وحكمها والحكمة منها، والإمامة والائتمام وأحكامهما، وصلاة أصحاب الأعذار وصفتها وكيفية أدائها، وصلاة الجمعة وصفتها وحكمها وفضلها وشروطها، وصلوات التطوع وفضائلها وأنواعها، وصلاة الاستسقاء وصلاة الكسوف والخسوف وما يتعلق بهم من أحكامهم وصفتهم ووقتهم، وصلاة العيدين وحكمها ووقتها ومستحباتها، وصلاة الجنازة وصفتها وأحكامها وفضلها. وللمزيد من التعمق في ننصح بقراءة كتاب فقه العبادات.
ربما تفيدك قراءة … مجالات العبادات في الإسلام
مفهوم العبادة في الإسلام وخصائصها
مفهوم العبادة في الإسلام:
ماهي العبادة
العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. وهي تتضمن غاية الذل والحب؛ إذ تتضمن غاية الذل لله تعالى مع المحبة له وهذا المدلول الشامل للعبادة في الإسلام هو مضمون دعوة الرسل – عليهم السلام – جميعا وهو ثابت من ثوابت رسالاتهم عبر التاريخ فما من نبي إلا أمر قومه بالعبادة، قال الله تعالى ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25].
إن الباعث الأساسي للعبادة هو استحقاق الله تعالى، لذلك فنحن نعبد الله جل وعلا لأنه مستحق للعبادة تحقيقا للغاية التي من أجلها خلق الإنس والجن، كما قال الله تعالى ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56] فهو المستحق الوحيد للعبادة لعموم سلطانه على الكون وعظيم فضله على الخلق أجمعين.
ومع ذلك يجب أن نعلم أن الله تعالى غني عن العالمين، فالعبادة لا تزيده ولا تنقصه مثقال ذرة لأنه غني بذاته غنى مطلقا، فلا يحتاج إلى شيء مما في الوجود بل كل ما في الوجود محتاج إليه قال الله تعالى ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15]. وعليه فإن ثمرة العبادة إنما ترجع إلى الشخص العابد نفسه؛ إذ هو المحتاج إلى الله تعالى والمفتقر إليه استعانة وتوكلا كما قال تعالى: ﴿ مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ﴾ [الإسراء: 15].
فوائد العبادات
تحقق العبادة للمؤمنين ثمرات كثيرة تعود عليهم بالنفع في دنياهم وأخراهم ومن أهم تلك الثمرات.
أولاً / تربية الروح وتغذيتها: ذلك أن الإنسان مكون من مادة وروح فإذا كان العنصر الجسدي فيه يجد حاجته في العناصر المادية في الكون من مأكل ومشرب وملبس وتناسل وغير ذلك، فإن العنصر الروحي لا يجد إشباعا لحاجته ألا بالقرب من الله تعالى إيمانا به، واتباعا حتى يشعر بمعيته، وذلك لا يتحقق إلا بالعبادة سواء في الضراء أو في السراء كما قال الله تعالى مخاطبا رسوله – صلى الله عليه وسلم -: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 97 – 99]. وقال تعالى: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 – 3] فدل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على التقرب إلى الله تعالى وتعبده.
ثانياً /الغاية من العبادة تحقيق حرية الإنسان: فالعبادة تحرر المؤمن من الخضوع لغير الله تعالى ومن الاستسلام للآلهة المزيفة، فتصبح بذلك حرا طليقا من سلطان سوى سلطان الله تعالى وبذلك يصل إلى شاطئ الأمان، ويحس بالسكينة إلى الله تعالى كما يجد قيمة كل أشياء العلم يحس بحريته أمامها جميعا، فإن مصدر العزة إنما هو اللجوء إلى الله تعالى ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ﴾ [فاطر: 10].
ثالثاً / من الدروس المستفادة من العبادات المفروضة تمحيص المؤمن بابتلائه بالعبادة إعدادا له للحياة الآخرة: قال الله تعالى على لسان موسى عليه السلام ﴿ يَاقَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ﴾ [غافر: 39] فالدنيا دار ابتلاء ومادة هذا الابتلاء هي عبادة الله تعالى تحقيقا لأمره ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2]. العبادات الواجبة في الإسلام لها مقاصد وغايات، فيها منافع ومصالح للعباد في الدارين.
قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل: 97]. ولذلك فالمسلم هو من يحتاج للعبادة لتنير قلبة، وينعم فى دنياه وآخرته.
https://www.youtube.com/watch?v=OtLNyqe4tbg
المصدر:مدينة الرياض