أي أنواع العبادات أفضل؟ رأي حكيم من ابن القيم
أي أنواع العبادات أفضل؟
محتوى الموضوع
أنواع العبادات
انواع العبادات في الإسلام غايتها وقاية النفس والأسرة والمجتمع من كل الآفات والمهلكات، قال تعالى ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21]. لعلكم تتقون الله بامتثال أمره واجتناب نهيه، وتقون أنفسكم مما يضرها ويهلكها في الدنيا، ومما لا تطيق تحمّله من العذاب المهين في الدار الآخرة، ومن تأمل وتفكر في العبادات في الإسلام وجدها تهدف إلى تزكية النفس وتحليتها بكل فضيلة، وتطهيرها وتخليتها من كل رذيلة.
انواع العبادة التي امر الله بها
عدد انواع العبادة التي أمر الله بها:
الإسلام، والإيمان، والإحسان. وهذه الثلاثة: أعلى مراتب الدين، وأهم أنواع العبادة، وكل العبادات ترجع إلى هذه الأنواع الثلاثة.
فالإسلام: ترجع إليه عبادات الجوارح الظاهرة؛ فكل ما أَمر الله به من أعمال الإسلام عبادة: من صلاة وصوم وغير ذلك.
والإيمان: يرجع إليه عبادات القلب بأعماله الباطنة؛ كالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره، وكذلك الخوف، والمحبة، والرجاء، وما يتعلق بالقلوب كله داخل في العبادة، وهو شرط أساسي من شروط العبادة
والإحسان: هو منتهى العبادة القلبية، وأعلى أنواع العبادة وأعظمها، فهذه المراتب الثلاث هي مراتب الدين، وهي أصوله، وسيأتي شرحها في كلام المصنف رحمه الله تعالى في الأصل الثاني.
وهناك أيضا العبادات الفعلية وهي العبادات التي يستخدم فيها البدن كالصلاة والصوم والحج.
ربما تفيدك:ما هي انواع العبادة؟ الأساسيات والفروع
غايات العبادة
العبادة غاية الخلق شمول العبادة لمناحي الحياة وهي غاية في نفسها مطلوبة لذاتها، وما يترتب عليها من إصلاح النفس من أهدافها لا أنه غاية لها، ولهذا لو صلى وصام قاصداً صلاح نفسه وتربية ضميره دون الالتفات إلى حق الله عليه لم يبال الله به، ولا تنفعه عبادته تلك عنده: وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى*إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى*وَلَسَوْفَ يَرْضَى [الليل:19-21]. العبادة تنبيه دائم للإنسان إلى أنه روح قبل أن يكون مادة، وكما أن للجسد مطالب فكذلك الروح لها مطالب وغذاء، وغذاؤها عبادة خالقها، وهذا هو تعريف العبادة.
العبادة تذكير للإنسان الفاني بالله ربه الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى، ولو خلا الإنسان من العبادة لنسي ربه وخالقه ورازقه، ويظهر هذا المقصد في قول الله تعالى: وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي [طه:14]، وفي الحديث: إنما فرضت الصلاة لإقامة ذكر الله. رواه أبو داود ، وفي الحج :وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ [الحج:34]. وهكذا فالعبادة فرار إلى الله، وهروب من الأثقال والقيود والأغلال التي تقسي القلب وتكدره، يقول الله فيمن هجر عبادته ورتع في شهواته:وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16].
العبادة تحرير الإنسان من عبادة غير الله، فإن الله تعالى قضى أن من ترك عبادته عبد غيره، هذا الغير قد يكون حجراً أو قمراً أو هوى أو حزباً أو فكراً أو كاهناً أو شهوة. تحرير للإنسان من الخوف والجُبن والبخل والحرص والذِّل وكل الرذائل: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر [العنكبوت :45] وبالعبادة الشاملة يتحلى المسلم بكل الفضائل:وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً*إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ [ الإنسان:9-10]. وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً [ الفرقان:63].
ربما تفيدك: ما مجالات العبادة و تطبيقاتها في العصر الحديث؟
ماهي العبادة التي تعطي القبلة ظهرك
العبادات القولية يستطيع فيها الفرد الاستدارة عكس اتجاه القبلة، ويمكن أيضا وقت صعود المؤذن أو الخطيب لخطبة صلاة الجمعة ان يعطي للقبلة ظهره متجها إلى المصلين، أما في عكس ذلك الموقف فلا يصح أداء الصلاة في غير إتجاه القبلة. ويمكن قراءة القرآن وإيتاء الزكاة والصدقات والدعاء والعبادة التي تشترك فيها جميع المخلوقات هي ذكر الله وتسبيحه.
ربما تفيدك قراءة … أقسام العبادة كما يجب علي المؤمن أن يخشي عذاب ربه وطلب رحمته
هل العبادة تقتصر على الصلاة فقط
إخلاص النيات قد يحول العادة إلى عبادة، وقد يحول عدم إخلاص النيات العبادة إلى عادة، فلا يؤجر عليها الإنسان المسلم، ولذلك كانت النية الصالحة هي الفيصل في هذا الأمر، لهذا لا تفعل العبادة تخلصا وينبغي أن يعتقد الإنسان اعتقادًا جازمًا أنه إن عمل أي عمل يرضى الله عنه، ويخلص فيه النية لله عز وجل أنه مأجور عليه، بل إنه عبادة من العبادات التي يتقرب بها إلى الله عز وجل ولذلك كان أحد الصحابة يقول: “إني لأحتسب نَومتي كما أحتسب قَومتي”.
ربما تفيدك قراءة … مجالات العبادات في الإسلام
هل يستحق غير الله العبادة ولماذا
فالعبادة حق الله وحده على جميع خلقه، لأجلها خلقهم كما قال سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:56}، وإنما استحق الله العبادة دون غيره لكونه المنعم على عباده بجميع النعم الظاهرة والباطنة، فهو الذي خلقهم وهو الذي يرزقهم ويعافيهم، فلا يستقيم في عقل ولا شرع أن يعبد غير من خلق ورزق، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {البقرة:21}، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: وجوب العبادة علينا مما يقتضيه العقل بالإضافة إلى الشرع؛ لقوله تعالى: {اعبدوا ربكم}، فإن الرب عزّ وجلّ يستحق أن يُعبد وحده، ولا يعبد غيره، ومن طريق القرآن أنه إذا ذَكر الحكم غالباً ذَكر العلة؛ الحكم: {اعبدوا ربكم}، والعلة: كونه رباً خالقاً لنا، ولمن قبلنا. انتهى بتصرف.
لا يجوز صرف نوع من انواع العبادة لغير الله وإنما استحق الله العبادة دون غيره ولم يستحق غيره شيئا منها لأن له الكمال المطلق من كل وجه ، فهو سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلا، موصوف بكل صفة كمال، ومنزه عن كل نقص، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ومن ثم استحق أن يفرد بالعبادة عقلا وشرعا وفطرة، وكان صرف شيء منها لغيره شركا لا يغفره الله؛ لأنه تشبيه للناقص من كل وجه بالكامل من كل وجه.
اقوال عن العبادة
يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ: وَمِنْ خَصَائِصِ الْإِلَهِيَّةِ: الْكَمَالُ الْمُطْلَقُ مِنْ جَمِيعِ الْوُجُوهِ الَّذِي لَا نَقْصَ فِيهِ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ، وَذَلِكَ يُوجِبُ أَنْ تَكُونَ الْعِبَادَةُ كُلُّهَا لَهُ وَحْدَهُ، وَالتَّعْظِيمُ وَالْإِجْلَالُ وَالْخَشْيَةُ وَالدُّعَاءُ وَالرَّجَاءُ وَالْإِنَابَةُ وَالتَّوْبَةُ وَالتَّوَكُّلُ وَالِاسْتِعَانَةُ، وَغَايَةُ الذُّلِّ مَعَ غَايَةِ الْحُبِّ، كُلُّ ذَلِكَ يَجِبُ عَقْلًا وَشَرْعًا وَفِطْرَةً أَنْ يَكُونَ لَهُ وَحْدَهُ، وَيَمْتَنِعُ عَقْلًا وَشَرْعًا وَفِطْرَةً أَنْ يَكُونَ لِغَيْرِهِ، فَمَنْ جَعَلَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ لِغَيْرِهِ فَقَدْ شَبَّهَ ذَلِكَ الْغَيْرَ بِمَنْ لَا شَبِيهَ لَهُ وَلَا مَثِيلَ وَلَا نِدَّ لَهُ، وَذَلِكَ أَقْبَحُ التَّشْبِيهِ وَأَبْطَلُهُ، وَلِشِدَّةِ قُبْحِهِ وَتَضَمُّنِهِ غَايَةَ الظُّلْمِ أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ عِبَادَهُ أَنَّهُ لَا يَغْفِرُهُ، مَعَ أَنَّهُ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ. انتهى. والحاصل أن أدلة الشرع والعقل والفطرة متظاهرة على وجوب إفراد الرب تعالى بالعبادة دون ما سواه.
هنيئاً لمن شكر الله فعبده ووحده واتقاه، وويل لمن جحد وكفر وضل واتبع هواه، حين يقف العباد بين يدي الله، فينظر كل امرئ ما قدمت يداه. ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]
https://www.youtube.com/watch?v=OtLNyqe4tbg
المصدر:مدينة الرياض